الأربعاء، 1 فبراير 2012

على ضفاف الحياة.

على ضفاف الحياة.




اخيرا التقيته ...
كنت في شوق له ...
نفترق كثيرا لكن هذه المرة كانت مختلفة ...
لا ادري ما السبب؟!!!
ربما لكثرة ما اصابني من الم في الفترة الاخيرة ...
ربما لحاجتي الماسة له بعد ما حل بي....
وربما ..وربما...
المهم اننا التقينا .....
استقبلني بأبتسامته المعهودة ونظراته الحانية ...
ارتميت بين ذراعيه واجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة اضاعت لعبتها ..
لا اعرف كم مضى من الوقت وانا على هذا الحال
رفعت رأسي فمسح دمعاتي وقال :
_ما بالك ايتها الفتاة اكل هذا تحملين في قلبك من اوجاع ؟!!!
عدت مرة اخرى للبكاء...مرت الكثير من اللحظات .....
هذه المرة انا من مسح الدمعات...وتنهدت بشيء من الارتياح....
_شكرا لانك تحمّلت مني الزفرات ...
_لا عليكِ ...هل اصبحتِ بأحسن حال ؟!!



_أفضل بقليل مما كان .
_من اين تودين ان نبدأ بالكلام؟!!
_انا نفسي لا اعرف الجواب!!
_اترغبين ان ابادرك السؤال؟!
رسمت ابتسامة كانت كأشارة لبدأ الحوار
_دوما عرفت فيك الالمعية والذكاء.
_انتِ ايضا بديهية في الحوار
_ربما منك تعلمت فنون الكلام
_لندع المديح جانبا فقد اصبحت جاهزة للأستجواب.
_استجواب؟! وهل نحن في مكتب للتحقيقات؟ام اني متهمة بشئ ما؟!!
اطلق ضحكته بصوت عال وساد بعدها الصمت في المكان
تأملت روعة حضوره في ذلك المكان
شموخ يعلوه شيئ من الكبرياء
قوة وجبروت تزيده بهاء
حنان وحب والكثير من الصفاء .... قطعت الصمت بكلمات ...
_ما اروع ما فيك من صفات .
_لديكِ ايضا قلب ابيض وجميل الاخلاق.
_لم يعد ذك ينفع في هذا الزمان .
_أتفضلين ان تكوني قاسية القلب سيئة الطباع؟!
صرخت
_لا....ليس الى هذا الحد!! فأنا اكره هؤلاء !
_اتحاولين خلق توازن بين هذا وذاك؟!
_فشلت مرات ومرات.
_وماذا بعد تلك المرات؟
عاد الصمت يسيطر على المكان
قطع الصمت بسؤاله الرنان
_اليس بحياتك شيئ من النجاح؟
فتشت سريعا عن الجواب ..
مررت على محطات الحياة ...
وجدت بعض من تلك الاشياء بين تلك الصفحات ...
فرح.... نجاح... سعادة .... ضحكات.. ذكريات جميلة ...اصدقاء مخلصون.
كلمات تضيع في زحمة الاشغال
عاود سؤالي بشيء من الاصرار
_ها ... انتظر منك جواب الاستفسار!!
_هكذا نحن نذكر الاتراح وننسى الافراح.
_ماذا لو حاولت قلب الاشياء !!
_لا ادري .. اعجز احيانا عن حل المعادلات .
عدت لأغرق في بحر الذكريات واستمر هو في الصمت وطرح الافكار
فاحت رائحة القهوة في المكان..
فقد اعد القهوة بينما انا اصارع امواج الافكار.
انقذني من غرقي بسؤال..!!
_تفضلينها حلوة المذاق!
_ذاكرتك قوية ولا تنسى الاشياء.
اشعل سيجارته ونفخ دخانها في الهواء
طرح سؤال غريب الاطوار!
_اترغبين بواحدة ؟
نظرت اليه بدهشة واستغراب!
_هل انت جاد بالسؤال؟
_لن تصيبك التجربة بخذلان!
غرقت مرة اخرى في الافكار
_يقولون سرعان ما نندم على مثل تلك الاشياء!
ضحك بسخرية _يقولون...
تابع
_اعرف حبك للمغامرات فلديك سوابق وعثرات
امعنت النظر في تلك الاشياء
_اهو القبول ايتها الفتاة؟
اخذت نفس واخرجته وكأني اردت انهاء تلك اللحظات
شعرت بضيق واختناق وانتابتني حال من شديد السعال .
ضحك والسخرية بادية على الملامح والضحكات
_وقعت في مصيدة الاغراء!
_اكنت تقصد بي الايقاع؟!
_نعم وقد اخطاتي الخيار..والخطا يجر الى اخطاء...ويصعب الرجوع الى الوراء..ومسح تلك الوصمات ...
_ولكننا نتعلم من الاخطاء
_وقد تودي بنا احيانا الى الهلاك..وربما نسلك طريق بلا اياب...وندفع ثمن الدرس باهظا وقد يكلفنا اغلى الاشياء
سكت لبرهة ثم تابع يقول
_عذرا غاليتي اردت ان اشعرك بنقاط ضعفك
_اعرف انني سهلة المنال واغرق في شبر من الماء
_تفتقدين لشي من الحزم وقوة الشخصية وفصل الخطاب
_واعاني من تردد في اتخاذ القرار
_اتعرفين ماسبب هذا الحال ؟!
_احيانا اجد الجواب والوم بعض الاشخاص!
_كان قرارك وانت تتحملين التبعات ..اولم تتخذي خطوة لحل هذا الاشكال!
_بلى فعلت قبل ايام ...ولكن لم اجد نتيجة تذكر حتى الان.
_ماذا ايام!..التغير يحتاج لوقت من الزمان فتصحيح المسار ليس بذاك الهوان .
_سأنتظر بفارغ الصبر وارجو ان لا امل من الانتظار 

_التغير يحتاج لعزم واصرار وخطوات وخطوات وايضا بعض الاخلاص والتفان
_اعرف ذلك ولكن...
_عدنا للأتكاس.!!!


_يأخذ مني التفكير اطول الاوقات 
_وتبقين في حيرة حتى بعد القرار
_اولم تعلمك الايام؟!
_طريقي متشعب وفيه الكثير من المتاهات وكل من حولي يطالب الاحسان
_ابدا بنفسك بالاصلاح ...
دعي عنك تلك النظرة القاتمة اللوان ..
لا تنظري الى الوراء الا لأستذكار الدروس وتعلم تفادي العثرات ....
جميلة هي الحياة رغم كثرة الصعاب ...
كل ما نمر بها يزيدنا صلابة و يصقل من التصرفات ... 
انفضِ عن قلبك غبار الاحزان ....
اعيدي لحياتك الحيوية والنشاط...
سكت لثوان 
_اعدتني الى الوراء حين افترقنا في اول الزمان ...حين قلت لي الكثير من الكلام ...
_ذاكرتك قوية ايتها الفتاة .
_اشبهك في الكثير من الايجابيات
اقترب مني وهمس بكلمات
_ما زلت في ريعان الشباب
ضحكت واكملت الكلام 
_سيغار منك بعض الاشخاص 
ضحك تلك الضحكة التي اعشق رؤيتها على محياه
ضمني اليه بحنان 
لم تستطع الصمود تلك الدمعات 
صرخ 
_كفي عن هذا في الحال 
امسك بيدي ونهض مسرعا ونهضت معه 
_مارأيك بنزهة بحيرة في قاربي الجديد
_عرض مغري موافقة بكل تأكيد ...وهل ستعزف لي بعض الحانك الجميلة 
_مازلت رومنسية تعشقين تلك الاشياء !! أي مقطوعة تفضلين؟!!
_ وهل اجمل من معزوفاتك الهادئة والودعة 
_سيكون لك ما تريدين 
_ها هو القارب هناك هيا بنا ..
_ولكني اخشى التاخير
قال ممازحا اياي 
_هل على سندريلا ان تعود قبل منتصف الليل
_لا ..ليس الى هذا الحد فأنت تعرف ان ما يلاحقني كثير
_ستعودين افضل واحسن وستعطين المزيد
ساعدني في الصعود الى القارب ..واهتز القارب بقوة حين صعوده وكأنه يحييه احتراما وتقديرا
ادار المحرك وانطلق القارب يشق عباب البحار ويلاطم تلك الامواج..
كنت اراقب الشمس تختفي خلف الافاق اخذت معها كل الاحزان ربما ستغسلها في الاعماق وقد تدفنها في قاع المحيطات 
امتزجت الوان السماء والشمس والماء فشكلت اجمل لوحة لمبدع الاكوان تخلو من الثغرات 
صوت البحر وتناغم الامواج ومعزوفة تحمل اجمل الالحان اشعرني كل ذلك بالكثير من الامان والاطمئنان 
لا ادري كم مر من الساعات 
واين اخذتنا تلك الامواج
اختفت الشمس من الافاق
وبدا البرد يشتد مع مرور اللحظات 
اخذت وشاحي ووضعته على كتفي والقيت بهمومي خلف ظهري ونسيت كل الاحزان 
امتدت بنا المسافات ودارت بيننا حوارات وحوارات 
تارة يفوقني بالعبارت وتارة اغلبه بالحجة والبرهان 
تحدثنا بكل الاشياء ضحكنا .. بكينا .. غنينا ..رقصنا.. غنى لي اجمل الاغنيات 
أي سعادة اعيشها 
واي نشوة تغمرني في تلك الاثناء
كم تمنيت ان يتوقف الزمان عند تلك الاحداث
ترى هل يمل القلب طول الافراح؟!
وهل تتعب الشفاه من الضحكاات

هواء عليل وصباح مشرق جميل انهى مراسم الاحتفال 
عاد بنا المركب الى شاطئ الايام
نزلنا الى مرفأ الزمان 
ودعني بكلمات 
_تذكري كل تلك الاشياء 
_عباراتك محفورة حتى لو مرت عليها الايام
_انتبهي لنفسك وحافظي على الاعتدال ..واجعلي من الخبرات مرجع مهم واسطر فيها البيان والتبيان...
_نصائحك قلادة افخر بها 
_الفعل اجدر بك من مجرد الكلام 
_سأعمل بكل ما امليته علي 
ركب قاربه وانطلق 
ناديته بصوت عال
_متى مرة اخرى سألقاك؟!
اظنه سمعني ولكنه تجاهل الجواب
ارادني ان ابقى متشوقة للقاء
راقبت اختفاء قاربه خلف تلك الامواج
تمنيت ن يلوح لي مودعا ولكن .. حتى في وداعه يعلمني الاشياء 
سرت حافية لخطوات .. غاصت اقدامي بالرمال ...
كدت استسلم لوحدتي في الحال .... وتذكرت كلامه المغلف بالامال ...جلست قليلا على صخرة تحيط بها المياه 
بدأت الامواج تعلو وتلاطم الصخور 
وتمر على تلك الرمال لترسم في كل مرة زخرفات وتعود لترسم اخرى واخرى وتتوالى الرسمات 
يا الهي كل شي في الكون يعلمنا ان نستمر في طريق الحياة 
يعلمنا ان نحسن الصنع ونعيد ترتيب الاوراق
كل شي يقدم ما لديه من فن وتجربات 
ويبقى علينا انتقاء افضل واحسن الاشياء 
نظرت الى السماء 
كانت الشمس قد اصبحت في كبد السماء 
وكانها تقول لي هيا واصلي المشوار 
نفضت الرمال وسرت مسرعة ابحث عن طريق ممهد اضع عليه اول الخطوات 
وجدته بعيد اصررت على الاستمرار ..

لاح لي في الافق ضوء جميل 
مع ان الوقت كان نهار ولكن وهج الضياء بان 
اسرعت الخطى الى ذلك المكان 
سرت خطوات كان هناك بعض الاعشاب و الاشواك 
ولكن رايت الورود في اخر المشوار 
ربما هناك اجد المراد

تابعت السير واسرعت الخطوات

قطفت وردة كان بها بعض الاشواك 
امعنت النظر بها..
_يا الهي حتى هذه الوردة الجميلة محاطة بالاشواك
وهكذا هي حياتنا جميلة ولكن تحفها الكثير من المتاعب والصعاب 
وهذا سر من اسرار الحياة.......


ثم واصلت المشوار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات